محقّق العلماء الشيخ أ.ب محمد مسليار؛ حياة نوّرت رحاب المعرفة والعمل

 

رجل قام للقيم وضحى حياته لتنمية المجتمع ولتنوير العلوم المتنوعة. هذا هو الشيخ أ.ب محمّد مسليار الكمرمفتوري الملقّب ب'محقّق العلماء'. وكان هو الرئيس العاشر من رؤساء جمعية العلماء لعموم كيرالا الهند (سمستا: جمعية العلماء الأكابر في كيرالا الهندية التي تقود الأمة المسلمة على نهج أهل السنة والجماعة). وكان الشيخ المرحوم محمّد مسليار عالما عبقريا متفننا لقد قدّم حياته لوجه الله تعالى .ولمرضاته. ومن المعلوم أن من شيمته الجليلة مطالعة الكتب العلمية وتحقيقاتها. ودائما كان يجد فيها فرحة ورحبة وافر

مولده ونشأته العلمية

وُلد الشيخ أ.ب محمد مسليار بقرية كمرمفتور بمقاطعة بالكاد سنة ١٩٤٢م للوالدين الطاهرين هما محمد آمبادت بنّبادت ولآمنة برمنّل. تمّ الأستاذ المرحوم الدراسة الابتدائية من الأستاذ محي الدين جنكت. ثم التحق بدرس شقيق أبيه الشيخ بيران كتّي مسليار. منذ ذلك اليوم فصاعدا,أحبّ أن يقدّم حياته لدين الله ولوجهه قلبا وقالبا. وواصل عنده حتى تمام كتاب 'التحفة'. وبعده وصل عند الشيخ محمد طلبا للعلم. وبعد دراسة طويلة عنده أنه قبل ابنته زوجة. وأتى إلى الشيخِ عبد الله مسليار(كان عضوا من جمعية العلماء لعموم كيرالا). وبعده بلغ بأبي زوجته ايضا.وأخذ يحقّق الكتب العالية منه. واستمرّ الدرس عنده حتى بلوغه فى 'الجامعة النورية العربية' بفيضاباد بتكاد فى سنة ١٩٦٣م وتلك المدة الجامعة في بدايتها. وانضمّ إلى شعبة المختصر.وبذل من أجل تحصيله كلّ جهد فيها ثلاث سنوات. وفي وقت التحاقه بها كان هناك سبعة وعشرون طالبا فقط. وحصلت هاتان شعبتان على سند البكالوريوس الفيضي معا. وأبو زوجته الذى أثّره عبر عيشه معلّما أكثرا. عندما وصل فى الجامعة قد استطاع بتطبيع العلاقات مع الشيخ شمس العلماء إي كى أبي بكر مسليار والشيخ أبي بكر الكوتملي. هكذا نهل العلوم من معين الأساتذة المتألّقين

مساهماته العلمية والاجتماعية

وبعد تمام درسه منها قد بدأ الخدمة بالتدريس بأرومبرم. وكان رسم تخيّلي حياته تعيليما. وإنه دُعي إلى الجامعة النورية العربية مدرّسا. وهناك أنه أعرض على منحة دراسيته جسدا وروحا. وفى بداية مرحلة فترة تدريسه خدم فى الجامعة النورية خمس سنوات بإجبار السيّد عبد الرحمن البافقيه. وأحبّ الجامعة النورية العربيّة غاية الحب. فهذه هي نصيحته لمتعلّميه الآخرين أن يشكرو لها ويكونوا عالمين نافعين للأمة. وهكذا أثمر ثماره كما نرى اليوم ببهجة وطلاقة. وما تمّ تخصيص للطلبة أن يأخذو الإجازة بتفرّق درس الجامعة. ألكم الحد من العالمين يتخرّجون من الجامعة النورية العربية. ويمكن لنا أن نفهم من حياته العظيمة الّا نألو جهدا للعلم. وما رأيت أحدا مثله الّذى جعل العلم والإخلاص ختم وجه عيشه.يوما عزم ابنه على الذهاب الى الخليج للمهنة بسبب فقرهم .وفى ذلك الوقت كان يتعلّم عند أبيه فى الدرس المسجد.لكنّه لم يحبّ أن يتفرّق تعلّمه.على أىّ حال, آثر على أمنيّة أبيه.وأمره الأستاذ بمطالعة الكتب الّاتى يحصل عليهنّ. بهذا القدر اهتمّ الأستاذ تحقيق الدين.وكان الشيخ مزارعا جيّدا.ورغب فى المزارعة عميقا.كان وآبائه مزارعين حسب تقاليد وقضاة المحلّ. و بدأ نفسه مزارعة الحبّة .لكن بسبب عدم توفر الأموال ماانفكّت فى الخسر.وبذلك قال له أهله أن يغيّرها وينبت الفواكه أوالخضروات.لكن كان يجيب لهم أنّ هذا خير أكثر من الآخرين.لمّا يبلغ الطيور والعصفور بها للتناول.هكذا استمرّ هذا أو توفّي.

 بعد خدمة طويلة اُخير هو عضوا لمشاورة جمعية العلماء لعموم كيرالا في سنة ١٩٩٥م. وما إن تأخّر كثيرا حتى اُوثر إلى 'هيئة الفتاوى' من أجل مهارته العلمية وتحقيقه في العلوم الدينية. وفى سنة ٢٠١٢ اُختير الشيخ نائب رئيس لهذه الجمعية. وفيه قد قام بحضوريّته دائما. وإنه أنفق النصيب الأفور لتطوير الأمّة المسلمة عموم الكيرلا. إنّه قد حاول كي ينبأ حضوريّته فى كلّ برنامج أنحاء كيرالا الّتى عقدت فى كلّ حدب وصوب حتى المؤتمر قبل بعض ايّام فراقه. 

وان من أحسن سيرته أنه دائما يحافظ على الصلوات المكتوبة والمندوب خاصة هو لاحظ أن يصل فى المسجد فى أول وقت لكلّ المكتوبات مع الجماعة. وإنّي (من حيث عضو من أسرته) رأيت فيه الزهد والتقى وما إلي ذلك من كلّ ملامح العالم الأخرويّ النقي. ومما لا يشك فيه أحد أنه كان فقيها عبقريا من حيث صار فن الفقه الإسلامي موضوعه الهامّ في مجال حياته العلمية.

وإنه حلّل المسائل الفقهية المعقدة بتحقيق مع الكتب المعتمدة. والشيخ ا.ب محمّد مسليار صاحب إجراءات شديدة فى الآداب. وكان لا يقول إلا بما يعمل يقول ما يفعل. ولتواضعه وعلمه أنعمه الله عزّوجل بقيادة جمعية العلماء لعموم كيرالا بحيث أختير رئيساً لها سنة ٢٠١٦م. وكرئيس محلّة كمرمفتور كان باهرا فى تحليل المشاكل المعقدة.ومن شيمته أن يزور المعلّمين والطلاب فى مدرسة تقع في محلته في كل أسبوع. ما كان رئيس المحلّ فقط,بل أكرمه الناس بإقامته على مناصب متنوّعة متميّزة. وكان له أفكار كثيرة وخواطر باهرة فى الشؤون العامّة. فأبدى هو وجهات نظره مرّة عديدة. وأحسن كلّ ما حصل عليه عن طيب خاطر.

وتقوم غيبته فى قلوبنا خسارة مطلقة. وإن حياته تقوم أمامنا بذكريات جليلة وخواطر وافرة وأفكار متميزة. 

لحق الشيخ محمّد مسليار بجوار ربّه بكلمة التوحيد سنة ٢٠١٦ ديسمبر ١٥م.

نعم الرّجل هذا، الّذى ضحّى حياته لتجديد الأمة على سبيل التربية والتعليم. جمعنا الله معه فى فراديس الجنان. آمين....


محمد نبهان
طالب بكلية السيد فوكويا للآداب والعلوم الإسلامية

إرسال تعليق

أحدث أقدم