ما يخطط مودي خلف حب الوطن

الهند بستان تزينه أنوار الأزهار وتطير في وجوه أقسام الطيور دولة نقشت على جدران التاريخ كميدان يتسع لجميع الأصناف والأديان والألوان والهند ملك الأخوة والمحبة والرأفة والمودة يعيش فيه كثير من المذاهب وشتى الأمم ،مع مختلف اللغة والنظام يحتفلون أعيادهم ويشاركون جلهم فيما بينهم في الرسوم والمهرجان، مع تلف سكان وطن عن سكان وطن آخر، في الأمزجة والطبائع والملكات والخصائص الإنسانية الكثيرة التي يمتاز بها أهالي وطن عن أهالي وطن آخر، والهند هي دولة جمهورية ديمقراطية برلمانية اتحادية ،هي التي تقع في جنوب آسيا، إنها سابع أكبر دولة من حيث المساحة ، وثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان، يجدر لكل واحد من أفراد الوطن الحقوق المتساوية، حق في حرية الفكر والدين والوجدان، يشمل هذا الحق الحرية فى دينه أو معتقده سواء بمفرده أو مع جماعة ، علانية أو سر ،الحق في إنشاء وصيانة المؤسسات للغايات الدينية والخيرية، الحق في إدارة شؤونها الخاصة في الشأن الديني.الحق في تملك العقارات والمنقولات، الحق في إدارة هذه الممتلكات وفق القانون . 


ولكن رؤساء الهند في عصرنا الراهن ختمت على جبينها المقدس علامة لا يمحى إلى الأبد….. التنوع في الوحدة، اختنقت فيها أبدان التفريق والتضييق، وزالت عليها أقدام الحقد والظلم والعدوان، وشاعت فيهم دم التعصب والتفرق والتملك والحرمان،  وجرت في شعرهم إحساس البعض وحسد الشيطان، و نزعت من قلوبهم الرعب و حبّ الخالص للأوطان، حتى أراد حكومة مودي أن يتغير الهند في ملك يسودها ويقودها الهنود، و يجهد كل الجهد والسعي أن يجعل حكومة الديمقراطية  حكومة استبداد ودكتاتورية، و بهؤلاء الأعمال و الجدال يدعو الناس إلى الإرهاب والتطرف والفاشية والعرقيّة واللونيّة، و يبعدهم عن المواساة والمؤانسة و السلام . 


حققت الهند آمالها وأظهرت معنى اسمها قبل استقلالها من أيدي الجيش الأجانب وبعد الحريه، شهدت معارك دامية وحروبا قاسية، وشاهدت أبنائها تدافعوا عنها وشجعانها يقومون كالجبال اسمها قبل استقلالها من عيد الجيش الأجانب وبعد الحريه شهدت معارك الدامية وحروبا قاسية وشاهدت ابنائها تدافعوا عنها وشجعانها يقومون كالجبال يقدمون نفوسهم القرباني يحاولون على الحفاظ على وطنهم الأمم، يحاربون الأعباء الذين يشنون العبارة فرسانا وركبانا.

 

إن حكومة الهند فى عصر الراهن يعقد و يخطط عددا من الخطط خلف حب الوطن الطائف، و يجعل اسم حب الوطن  نتيجة جميع الأعمال والأفعال ويحضرها أمام الناس بالصراحة والوضاحة في جميع الخطبة و الأقوال، بأننا نفعل كلّ الأعمال وفقا للأوطان،  فإذا لاحظنا و سمعنا من أذن أنفسنا و قرأنا الجرائد و الأخبار نجد كثير من الخطبة يدعي فيها عن حب الوطن كما أطلقها وزير الأعظم ناريندرا مودي باستخدام المكنسة يتأكد فيها أن مهمة "Swatch Bharat" هي "خارج السياسة" مستوحاة من الوطنية. 


و في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال ، قال رئيس الوزراء مودي إن قضية الزيادة السكانية المستمرة هي مصدر قلق ، وقال إن تقليل العدد وتصغيرهم من المجتمع ، التي تحافظ على أسرهم صغيرة ، تستحق الاحترام وقال إن ما يفعلونه هو عمل وطني.و هكذا كثير من الأمثلة الرائعة يدّعى فيها أنه تعمل سائر الأنشطة لحب الوطن كأنها وهب نفسه لها و وقف.ولكن ماذا يخطط مودي خلف حب الوطن الطائف وما يهدف منها و يريد بها هل هو حقيقة كما يقول ؟ أم وراءه أسرار التى لا نلتفت إليها أذهاننا ؟ أم لا يبلغ إليها عقولنا ؟ أم لا نهتم بها أفكارنا ؟ تعال و نعلم ماذا يخطط مودي خلف حب الوطن الطائف 


أن مودي يعلب الألعاب المتعددة ليبعد الناس عن الوطن، و       يحاولون لتغيير هذا الوطن إلى هنتتوا (HINDUTVA) لما أن بادعاءهم أن الهند للهندوس فقط، نرى كأن الوزير الأعظم يعمل لها من حيث الإستراتيجية، لأن الأحزاب السياسية  تدعو إلى القومية الهندوسية، مثل حزب بهاراتيا جاناتا الجناح السياسي لـتنظيم RSS) وعندما صار المسلمون من التراث الديني والثقافي للهند.على مر القرون، كان هناك انسجام ملحوظ بين ثقافات الهندوس والمسلمين في جميع أنحاء الهند ولعب المسلمون دوراً هاماً في الاقتصاد والسياسة والثقافة في الهند فجعل فى قلوبهم البضغاء والشحناء ولذا قصدوا أن يبعد المسلمين عن الديانات و الحركات، والدعوات والمنظمات، والأحزاب والمذاهب، بالاتجاهات الهدّامة التي وُجِدَت لتنحرف بالإنسان عن مساره الصحيح وخطّه المستقيم، ظلّ الإسلام – دين الله الخاتم الخالد الباقي فبينما دعت الاتجاهات الْـمُعْوَجَّة الـمُدَمِّرَة.

 

و كيف لا.....! لأن التيار المناهض للمسلمين يتبنى أساليب عديدة مثل هدم المساجد وتهيئة الفرصة لأعمال الشغب حتى يتسنى تدمير المنازل وحرق المتاجر، وارتكاب المذابح الجماعية وذلك لإضعاف المسلمين اقتصادياً ودفعهم للعنف المضاد، وأيضاً التيار المناهض يتجه إلى مناهج التعليم حيث تتبنى الحكومة، وعبر وزير التعليم الفدرالي حملة لأجل إعادة كتابة التاريخ بحيث يقدّم المسلمون على أنهم جاؤوا للهند غزاة محتلين مالبثوا حتى طردهم الهنود الشجعان، وحتى على المستوى السياسي، رئيس الوزراء الهندي الحالي قضاياهم.  تهمهإنه لا تهمه أصوات المسلمين وبالتالي لا  


أما المقصد الرئيسي خلف حب الوطن هو إلقاء الناس فى الصراع و الجدل و الخصم والخداع، وإيقاعهم في الظلم و الفساد، ليكون الناس مشتغلين ومنهمكين في البحث والمناقشة عن تلك الأشياء التي لا يسمن و لا يغني من جوع، و أنّ مودي  يدوم حكومته و يبقى دوره على الوطن ما زالوا في الجدال و الفساد و يهدف من كلها وجلها  المسلمين والفقراء الغرباء لما أنه ما زالت الأحداث الطائفية في الهند تخلف مئات القتلى.. وطبعاً الضحية الكبرى في هذا العنف هم المسلمون،


هناك أسباب عديدة وراء هذه أعمال العنف ضد المسلمين. يُعتقد أن الجذور تكمن في تاريخ الهند منها الغضب من الفتح الإسلامي للهند خلال العصور الوسطى، والسياسات التي وضعها المستعمرون البريطانيون في البلاد، وتقسيم الهند إلى دولة باكستان الإسلامية والهند ذات الأقلية المسلمة وبالجملة  الهند من هذا الفكر السياسي الدخيل على الشعب الهندي الذي جره إليه حزب بهاراتيا جاناتا، 


فالهند دخلت الانشقاق الطائفي وحرق الناس في الشوارع أحياءً مع دخول أفكار هذا الحزب إلى الحياة السياسية وقيادته الحكومة، فهو الذي يغذي نزعات الشر ويجعل من التباين والاختلاف الديني والثقافي (وقوده) السياسي الذي يستثمر زعماؤه فقط، .باتت الاعتداءات على المسلمين من قبل الجماعات الهندوسية القومية شائعة في الهند دون أن تلقى سوى القليل من الإدانة من الحكومة الهندية . فعلينا أن نهتم مثل هذه القضايا و أن نجتهد فى الفهم و التفهيم ليظهر ما قصدوا و يبطل ما أرادوا اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين …آمين

 

محمد محسن عالم 

باحث في قسم اللغة العربية وآدابها في دار الهدى الإسلامية تشماد


 

إرسال تعليق

أحدث أقدم