كانت الشمس قد طفلت للإياب .فلم أر في بطحائها ظلا غير ظلي المستطيل الذي رسمته يد الشمس فأخطأت في ترسيمه وتصويره كأنما حسبتني آدم أبا البشر، فأوسعتني طولا ورسمتني ميلا.
طار طائر الليل من مكمنه،وقد اربد لون السماء ،وأصبح كالرصاص واستحال ضوء النهار إلى ظلام حالك.
شرعت أمشي في أزقة الطرق أكظم مضاضة الغيظ وأحدّق إلى السماء أتلمس في ظلمتها كأني ثميل أشرب في قلبه الخمر وأني أخبط خبط عشواء.......
أفند وأني لم أهرم......
أصيح وأني لم أظلم......
كان هذا اليوم من الأيام الفادحة التي وهبتني هما وغما.........
وأشعلني حزنا وشحنا ........
وأضرني ضررا وضيرا .....
فارقتني أمي الحنون......
فارقتني الصديقة وصال علي الجنون.......
أكظم مُضاضة المَضاضة.....
السراب يبلغني........
الخراب يجرعني........
التباب يتبعني........
اليباب يشبعني.........
ولكني لم أشتم الدهر.....
على ما أصابني من الكدر.....
لما أني لم آخذ على الدهر عهدا أن يكون كما أحب وأرضى طوعا على أطواري وحاجاتي.
ولما نشر الظلام أجنحته في الآفاق، صار المطر يهطل بغزارة ،كأن السماء تبكي لفراق أمي .......
ولكني خلت المطر ماء تصبه أمي علي لأغسل كما كانت هي العادة وهي معي.........
دعوت الله لفلق الصبح .......
كما دعوته لإطالة الليل
يا أمي لا أرى شيئا في هذا العالم مما ترين في ظلمة القبر الآن ....
لا أشم شيئا غير تراب قبرك الذي نضحتها من يدي بعد أن عانقته دموعي السائل ....
قضاء الله قد وقع......
اللهم عالم الغيب .....
لا مانع لما أعطيت....
ولا معطي لما منعت..
لا راد ل
ما قضيت.....
ولا مبدل لما حكمت....
محمد صفوان الكالادي
طالب مجمع كي.أم.أو الإسلامي