حلاوة العلم خلال أسطر الشافعي رحمه الله


دعا الإسلام إلى تعلم جميع العلوم النافعة التي لا تتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية.وجعل لكل علم درجة.فجعل العلوم الشرعية أفضلها من حيث الأجر والثواب.وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بطلب العلم.فجعله فريضة على كل مسلم ومسلمة.وبين فضل العلماء على الناس خلال كثير من الأحاديث الشريفة.فجعل فضل العالم على العابد كفضل القمر على بقية الكواكب.كما بين أن العلماء هم ورثة الأنبياء.وأن من سلك طريق العلم سهل الله طريقا الى الجنة.

                   نعرف أن إمامنا الشافعي رحمه الله مشهور مع كثرة علمه وتجرباته وتواضعه وهلم جرا.وأذكركم لامام الشافعي رحمه الله خلال أشعاره فضيلة العلوم والتعليم على شكل جميل.وهو مشهور في فن الفقه والأحاديث علم اللغات.نفهم أنه فحل من فحول الشعراء هذا العصر.وكان يحب ويحث على طلب العلم والسفر للعلم.



اصْــبِــرْ عَــلَــى مُــرِّ الْـجَـفَـا مِـنْ مُـعَـلِّـمٍ 

فَإِنَّ رُسُـــوبَ الْـــعِـــلْــمِ فِــي نَــفَــرَاتِــهِ


وَمَــنْ لَــمْ يَــذُقْ مُــرَّ الــتَّــعَــلُّـمِ سَـاعَـةً

 تَــجَــرَّعَ ذُلَّ الْــجَــهْــلِ طُــولَ حَــيَـاتِـهِ


وَمَــنْ فَــاتَــهُ الــتَّـعْـلِـيـمُ وَقْـتَ شَـبَـابِـهِ

 فَـــكَـــبِّـــرْ عَـــلَـــيْــهِ أَرْبَــعًــا لِــوَفَــاتِــهِ


وَذَاتُ الْفَتَى — وَاللهِ — بِالْعِلْمِ وَالتُّقَى 

إِذَا لَـــمْ يَـــكُـــونَــا لَا اعْــتِــبَــارَ لِــذَاتِــهِ




يبين إمامنا الشافعي رحمه الله الفضيلة العلم وطلبه.بل هو يتهدد عن مضيعة العلم في وقت شبابه.ولذلك أن العلم كنز عظيم في حياة الإنسانية.وعلم الذي يفيد في حياة الدنيوية وفي حياة الأخروية افضل وأشرف من العلم الذي يفيد في حياة الدنيوية.

           ويحث إمامنا الشافعي رحمه الله على طلب العلم وطلب العلى واشتعال بفعل ما تعلم من العلم الشرعية في حياة.لان ينجح في حياة الأخروية.ويتحقق أن في نيل العلم مشقات عظيمة.ويحتاج إلى جد واجتهاد.ويذكرنا لا يحصل لنا لذة العلم إلا مع المعلم.ويتهدد الشافعي رحمه الله عن فائة العلوم ساعة في حياته وهو جاهل في طول حياته. ايما نأخذ الشعر من اشعار الشافعي رحمه الله يحصل لنا افكارا مختلفة وعلوم النافعة التي يتاثر في حياتنا على شكل جميل. نرى في اسطره الاخير "اذا فات الفتى التعلم في وقت شبابه فكبر عليه اربعا لوفاته". يراد بهذه العبارة ان العلم وطلب العلم امر مهم في وقت شباب. ولذلك ينبغي لنا ان نعرف ان وقت شباب وقت جد وجهد. ويغتنم الفرصات في التعلم العلم واذا افاته في شبابه لا يحصل العلم الحقيقه مع لذته. وان نشاط الشباب نشاط عظيم من نشاط عند الكبر. ولذلك ان فرصة للتعلم العلم في وقت شبابه موافقه للتعلم. فاما الفائته افضله الموت. ويقول ايضا اذا المرء اكتسب العلم على شكل جيد، ولكن لا يحصل العلم والتقوى حتى يصل إلى العلم الحقيقي.العلم الحقيقي ان يعلم الله الواحد القهار.ومن لا يحصل التقوى بعلمه لا اعتبارا لذاته. وان العلم مهم للانسان، بل ينبغي ان يكون هذا العلم الحقيقي.

                   ويبين الشافي رحمه الله الامور التي يساعدنا لتعلم العلم وسبل التي يصل الى المجد. ويذكرنا في اسطره المشهور.


شَكَوْتُ إِلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي

فَأَرْشَـدَنِـي إِلَـى تَـرْكِ الْمَعَاصِي


وَأَخْــبَــرَنِــي بِأَنَّ الْــعِــلْـمَ نُـورٌ 

وَنُـورُ الـلـهِ لَا يُـهْـدَى لِـعَـاصِـي


يتكلم الشافعي رحمه الله بخيرته عن الامور التي يحتاج الى حياة الانسان. هنا يناقش عن المهم العلم. نعرف ان امامنا الشافعي رحمه الله يهم العلم ويعأمر بسبل التي يطلب العلم وحفاظته عن الإضاعة. وكذلك يذكرنا ويتحدث عن الإضاعة العلم. نرى في شعره تحت العنوان "العلم نور" عن الامور التي يهتاج لطالب العلم. شكى امامنا الشافعي رحمه الله الى استاذه وكيع بن جراح ابن المليح الكوفي- وهو محدث العراق- عن سوء حفظه. فأرشد الأستاذ إلى ترك المعاصي. يفهمنا هذا السطر الاول ان المعاصي لا يليق بالطلاب. المعاصي عكس للعلم. وهو يهدي الى سوء الحفظ والجهل، ويهلك البركة العلم في حياته. وكذلك العالم النافع وهو عالم الذي تعلم واستعمل في حياته. وان العالم يعرف ان ترك المعاصي فرض. ويعملها حرام. ولسبب ذلك لا يجمع العلم والمعاصي تحت مظله واحدة.

                       ومع ذلك نرى في سطر الثاني من هذا الشعر قاله الاستاذ "ان العلم نور ونور الله لا يعطى لعاصي". ولسبب هذا أن العالم الحقيقي يعرف الله الخالق. فيعلم ما احل الله وما حرم الله. وكذلك معرفة الله تهدي الى ترك المعاصي ومطيعة للرب العالمين. وهذان سطران مضيئتان إلى قلة اللفظ وكثره المعنى.

ويبين الشافعي رحمه الله في سطره الاخرى عن كيفية المعاملة العلمي التي تعلمنا كيفية حفاظته.


عِـلْـمِـي مَـعِـي حَـيْـثُـمَـا يَـمَّـمْـتُ يَـنْفَعُنِي 

قَــلْــبِــي وِعَــاءٌ لَــهُ، لَا بَــطْــنُ صُـنْـدُوقِ


إِنْ كُـنْـتُ فِـي الْـبَيْتِ كَانَ الْعِلْمُ فِيهِ مَعِي

 أَوْ كُنْتُ فِي السُّوقِ كَانَ الْعِلْمُ فِي السُّوقِ



يقول الشافعي رحمه الله هذه الاسطر المشهور تحت عنوان "وعاء العلم" المراد بها العلم الذي يطلب لينفع في حياته الدليل للعلم النافع حياه من تعلم العلم ولذلك ينبغي لمن تعلم العلم ان يطهر هذا العلم في حياته باستعماله. وحقق شافعي رحمه الله أن العلم ليس التعلم فقط، بل العلم يتم بالاستعمال. اذا تعلم المرء علما لا يبقى في كتبه او دفتره او كراسته او صندوقه بل يحفظ ويعالجه في قلبه على حب وعلى لطف.ويضيء سطر الاخر الى ستر الاول "إن كنت في البيت كان العلم معي او كنت او كنت في السوق كان العلم في السوق" نفهم ان العلم يسير معه في كل وقت وحين وان كان المرء في بيته او في صفه او في سوقه.



سَـهَـرِي لِـتَـنْـقِـيـحِ الْـعُـلُـومِ أَلَذُّ لِي 

مِـنْ وَصْـلِ غَـانِـيَـةٍ وَطِـيـبِ عِـنَاقِ


وَصَـرِيـرُ أَقْـلَامِـي عَـلَـى صَفَحَاتِهَا

أَحْــلَــى مِــنَ الـدُّوكَـاهِ وَالْـعُـشَّـاقِ


وَأَلَــذُّ مِــنْ نَــقْــرِ الْــفَــتَـاةِ لِـدُفِّـهَـا

 نَـقْـرِي لِأُلْـقِـي الـرَّمْـلَ عَـنْ أَوْرَاقِي


وَتَـمَـايُـلِـي طَـرَبًـا لِـحَـلِّ عَـوِيـصَـةٍ

 فِي الدَّرْسِ أَشْهَى مِنْ مُدَامَةِ سَاقِ


وَأَبِـيـتُ سَـهْـرَانَ الـدُّجَـى وَتَـبِـيتُهُ

 نَـوْمًـا وَتَـبْـغِـي بَـعْـدَ ذَاكَ لَـحَـاقِـي


يساعد هذه الاسطر المشهور القارئين ان يفهم شوق الامام الشافعي رحمه الله على طلب العلم ومعاملة الكتب واجتهاده ه الى اكتساب العلوم. ترك إمامنا الشافعي رحمه الله نزحة الدنيا وتسهيلها ليكتسب العلوم. ويقول ان تنقيح العلوم على ألذ من عناقة الغانية. كل انسان لهم شهوات. وهم يشتاقون إلى غير جنسهم. وهي واقعة من جهة الطبيعية الإنسانية .فنفهم أنه اجتنب زينة الدنيا لتنقيح العلوم وسهره كله للعلم. ويحب الشافعي رحمه الله صوت أقلامه عند الكتابة ونقر لالقى الرمل على أوراقه. وحل عويصته حبا شديدا من الذوقاء ونقر من الفتاة لدفها ومن مدامة ساق. ويذكرنا في هذا الشعر بسطر آخر لينبغي لمن يتوق إلى كسب العلوم ان يحتمل المشقات في طريق العلمي وان كان ترك النوم. ويقرر آخرا ولا يجتمع الطوقان للعلا والمجد بلا اجتهاد وعمل جميل.


وَلا يَنالُ العِلمَ إِلّا فَتىً

خالٍ مِنَ الأَفكارِ وَالشُغلِ



المراد بهذا السطر ليس العلم لمن لا يحبه. ولا ينال العلم لمن يشغل بالاعمال والأفكار .وأوّلا ينبغي لنا ان يفرغ القلب كله من الافكار الذي لا يليق ولا يرابط بالعلم. يمكن لنا ان نفهم عن الاشعار الامام الشافعي رحمه الله وهي اسطار التي ترشد الناس الى سبيل الرقي والنور.ودليلها سطرا واحدة وهي التي يحرض الشافعي الذين يشتاقون الى المجد بالعلم.


تَـعَـلَّـمْ فَـلَـيْـسَ الْمَرْءُ يُولَدُ عَالِمًا

وَلَـيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ


يا مشتاقون العلم تعلموا بالجد والجهد. ليس المرء يولد عالم العلاّم .ومن هو الذي ذو العلم ليس له جهالة وغفلة. وجميع قصائد إمامنا الشافعي رحمه الله هي مخزن عديدة من الدروس. وقصائده عالَم الخير مليء بالرسائل الغظيمة. ومفادها ان ابواب الرحمة والمغفرة مفتوحة على الذين ظلموا أنفسهم واولئك الذين يريدون النجاح في الحياة. وأولئك الذين يريدون الامن. والذين عبّروا الحياة من خلال الذنوب. إنها فضيلة عظيمة. إن الشعر يمكن ان يؤثر بسهلة على أي قارئ.


محمد فاهم بن زبير

كلية دار العلوم الإسلامية،توتا

إرسال تعليق

أحدث أقدم