ذبح الأضاحي في العيد، وفضائله

 


عيد مبارك... كل عام وأنتم بخير تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، من الأسئلة التي تتبادر إلى الأذهان في هذه المناسبة المباركة: ما الحكمة من ذبح الأضاحي في أيام العيد؟ ألا تعلم؟ ألا إن الأضحية هي ما يُذبح من بهيمة الأنعام (الإبل، البقر، الغنم) تقربًا إلى الله تعالى في أيام النحر، بدءًا من بعد صلاة عيد الأضحى إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.

وهي شعيرة ظاهرة من شعائر الدين، وقد قال تعالى: ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ.إنها سنة أبيكم إبراهيم، وهناك تاريخ خلف هذه الواقعة هو أن إبراهيم عليه السلام قد دعا دعاء خالصا لولد صالح فوهب الله لإبراهيم ولدا سمي بإسماعيل، وبعد أن أمره الله في رؤياه أن يذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، وكان إسماعيل عليه السلام في وقت الحالي غلامًا صالحًا، بارًا بأبيه، مطيعًا لأوامر الله، والواقعة يسردها القرآن: يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ فأجاب لأبيه بإيمانٍ وثبات : يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ. فأخذ إبراهيم ابنه إسماعيل إلى مكان الذبح، وعندما أضجعه ووضع السكين على رقبته ليذبحه تنفيذًا لأمر الله، جاء الفرج الإلهي من السماء : فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ  وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ  قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ في هذه اللحظة المباركة، فدى الله إبراهيم بكبش عظيم من الجنة، ليكون هذا الفداء شعارا إسلاميا يُحييه المسلمون كل عام: "وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ".

 ومن خلال هذه الحادثة المباركة شُرعت الأضحية في الإسلام، تعظيمًا لذكر الله، واتباعًا لسنة إبراهيم عليه السلام، وتعبيرًا عن الطاعة الكاملة والاستسلام لأمر الله وتأكيد على أهمية التضحيات في سبيل الإيمان.

وهناك أحاديث كثيرة تدل على فضائل الأضحية، ومنها: "عظموا ضحاياكم فإنها على الصراط مطاياكم “، وفيها نيل الحسنات , ففي كل شعرة منها حسنة كما ورد في الحديث , وتكفير للذنوب ، فقد ورد أن دم الأضحية يُقبل من الله قبل أن يقع على الأرض. " ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحبّ إلى الله من إراقة دم، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفساً" 

وكان النبي صلعم يذبح بكبشين أملحين أقرنين بيده وقال: "اللهم هذا عن محمد وآل محمد، وعن أمة محمد جميعًا".

 وهناك حديث يحث على الأضحية: "ضحوا فإنها سنة أبيكم إبراهيم" وهذا سبب للتقرب إلى الله تعالى قال الله في القرآن الكريم "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" وهذا يدخل السرور على الفقراء والمساكين أيضا.

"لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ" وهذه الآية تبين أن الهدف من الأضحية هو التقوى والنية الخالصة لله، وليس مجرد الذبح, لذلك، ليست الأضحية مجرد ذبح، بل هي عبادة وشكر للّله وامتثال لأوامره تعالى، وهي فرصة خالصة للتقرب إلى الله عز وجل, هكذا الأمور، فالمرجو منكم مشاركتكم الفعالة ودعمكم السخي في أعمال التضحية ليحصل لكم الأجر والثواب العظيم من الله تعالى. اللهم أنت ربنا لا إله إلا أنت، خلقتنا ونحن عبدك، ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا، نعوذ بك من شر ما صنعنا، نبوء لك بنعمتك علينا، ونبوء بذنبنا، فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.


محمد عرفان تي. في

مجمع ك. ام. او الإسلامي






إرسال تعليق

أحدث أقدم